أقام الوفد الدائم لدولة قطر بجنيف بتاريخ 10 سبتمبر الجاري، بالتعاون مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، والتحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات، وعدد من الرعاة، حدثا جانبيا على هامش الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان وذلك بمناسبة اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات.
وقد شارك في هذا الحدث الذي تميز بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية وغير الحكومية، سعادة السيدة لولوة الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي، وسعادة البروفيسور طاهر مامان، وزير التعليم بجمهورية نيجيريا الاتحادية (عبر الفيديو) ، إلى جانب سعادة الدكتورة هند عبد الرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف، والمدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، والشيخ عبد العزيز، من مؤسسة التعليم فوق الجميع، ونائبة مدير برامج الطوارئ بمنظمة اليونيسيف، ومدير منظمة نداء جنيف وشعبة التعليم لعام 2030 بمنظمة اليونيسكو، والسيدة ندى الناشف، نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان، وقام بتيسير النقاش السيدة إيلاريا باولازي، من منظمة التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات.
وقد تقدم جميع المتحدثين بالشكر لدولة قطر اعترافا بجهودها الحثيثة في مجال حماية التعليم وسعيها الدؤوب لضمان تمتع جميع الأطفال عبر العالم بالحق في التعليم باعتباره حقا من حقوق الإنسان الأساسية. وسلط جميع المتحدثون الضوء على تصاعد معدل الهجمات على التعليم في عدة مناطق عبر العام وخصّوا بالذكر قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية وأوكرانيا والسودان والكونغو ومنطقة الساحل، مما أسفر عن تعرض المئات من المدارس للنهب أو الحرق.
وقد أشارت سعادة السيدة لولوة الخاطر في كلمتها عبر الفيديو إلى الموقف الثابت لدولة قطر في التزامها بضمان التعليم الجيد للجميع حتى في أصعب الحالات وأحلك الظروف، وأنها قامت بشكل استباقي بتعزيز أجندة التعليم العالمي من خلال منصات مختلفة، كما كانت من بين أوائل الدول التي وقعت على إعلان المدارس الآمنة ولا تزال واحدة من أقوى المؤيدين له.
وحيّت بمناسبة هذا اليوم جميع الطلاب الذين يواصلون تعليمهم رغم التحديات الكبيرة، والمعلمين الذين يظلون ثابتين ومخلصين في رسالتهم رغم كل الصعاب.
من جانبها أشارت سعادة الدكتورة هند المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف، إلى انعقاد اجتماع فريق رفيع المستوى برئاسة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع والمدافع عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، أمس بالدوحة، وذلك في إطار التزام دولة قطر بالاحتفال بهذا اليوم الدولي.
وقالت سعادتها إنه على الرغم من اعتماد قرار الجمعية العامة ذي الصلة إلا أن الاعتداءات الممنهجة ضد التعليم لا تزال متواصلة، وشددت على أنه حتى في أوقات الأزمات، فإن التعليم حق أساسي، وأن ضجيج الحرب لا يجب أن يسكت التعليم أبداً. وأوضحت أن إعادة بناء المدارس وإعادة فتح الفصول الدراسية هو انتصار على العنف الذي يستهدف التعليم.
وفي مداخلته خلال الحدث، قال الشيخ عبد العزيز ال ثاني ، أخصائي، قانون وسياسات دعم برنامج حماية التعليم في ظروف انعدام الأمن والنزاعات، مؤسسة التعليم فوق الجميع، إن المؤسسة تركز على التصدي لأشد الهجمات على التعليم. وأضاف أنه على الرغم من أن اتفاقية حقوق الطفل هي أكثر معاهدات حقوق الإنسان المصادق عليها على الإطلاق، فإن الأطفال ومدارسهم مستهدفين عمداً مما يؤدي إلى تدمير نظم التعليم بالجملة.
من جانبها قالت السيدة ريم الدرهم ، المكلف بمهام مدير إدارة حقوق الإنسان، إن إدارة حقوق الإنسان بوزارة الخارجية في دولة قطر تشارك بشكل فعال في جميع الجهود المحلية الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان بما في ذلك الحق في التعليم. وأن الإدارة ترى أن الاحتفال باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات هو تذكير لجميع المعنيين باتخاذ إجراءات فعالة على أرض الواقع لحماية هذا الحق الأساسي، ليس فقط في وقت السلم، بل أيضاً في حالات النزاع المسلح وما بعد النزاع المسلح.
هذا وأكد المتحدثون على أهمية حماية التعليم سواء في أوقات السلم أو الأزمات، ودعوا لتعزيز الجهود الدولية لضمان بيئة تعليمية آمنة. كما شددوا على أهمية المساءلة القانونية بشأن هذه الانتهاكات الفظيعة في حق التعليم.
وتزامناً مع انعقاد الحدث الجانبي المذكور، تم تنظيم معرض للصور وحفل استقبال بقصر الأمم بجنيف بعرض عدد من اللوحات الفنية المعبرة والتي تسلط الضوء على تأثير الهجمات على التعليم في مناطق النزاع، كما تم بهذه المناسبة إطلاق كتيب تحت عنوان " مغامرة جبريل، رحلة إلى مدرسة آمنة"، من إعداد منظمة "نداء جنيف"، يهدف إلى رفع الوعي بأهمية حماية التعليم ودعوة المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة لضمان أمن وسلامة المؤسسات التعليمية.