دولة قطر وبولندا تدعوان للدفاع عن حقوق الأشخاص المصابين بمرض التوحد

 دعت دولة قطر وبولندا، إلى ضرورة الدفاع عن حقوق الأشخاص المصابين بمرض التوحد ورفع الأصوات ضد التمييز والتأكد من حصولهم على الدعم اللازم حتى يتمكنوا من ممارسة حقوقهم وحرياتهم الأساسية.
جاء ذلك في البيان المشترك الذي قدمته دولة قطر وبولندا، اليوم، أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف في دورته السادسة والأربعين، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، والذي ألقاه سفير بولندا في جنيف.
وقُدِم البيان الذي تم تأييده من قبل 151 بلدا، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الذي يصادف الثاني من إبريل من كل سنة، وذلك بفضل المبادرة التي قدمتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر عام 2007، والمدافعة عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأكد البيان، أن التوحد هو حالة أبدية ويؤثر على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وغالبًا ما يساء فهمه وما زال العديد من المجتمعات يتجنبون المصابين بالتوحد.
وشدد على أن الوصم والتمييز المرتبطين بالتوحد يشكلان عقبات كبيرة أمام إعمال حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد، ودعا مقرري السياسات العامة في الدول النامية والدول المانحة إلى معالجة هذه القضية على نحو شامل.
وأضاف البيان: "يواجه غالبية الشباب المصابين بالتوحد صعوبات في الانتقال الناجح إلى مرحلة سن الرشد، سواء من خلال إيجاد فرص عمل أو مواصلة تعليمهم. ولهذه العوائق وأوجه التمييز تأثير عميق على مدى حياة الأشخاص المصابين بالتوحد".
وأشار البيان إلى أن الوضع أكثر سوءًا بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، بمن فيهم أولئك الذين يعانون من مرض التوحد، في أوقات الحرب.
وأضاف:" نحيط علماً مع التقدير بقرار مجلس الأمن رقم 2475 الذي اقترحته بولندا والمملكة المتحدة، والذي كان أول وثيقة تنظر بشكل شامل في وضع هذه الفئة المهمشة خلال النزاعات المسلحة".
وذكر البيان: "إننا ندرك أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتأثرون بشكل خاص بالنزاعات وحالات ما بعد النزاع والعنف، وتهديد الحياة أو الصحة، وإعاقة الوصول إلى الرعاية الصحية، والتعليم وإعادة التأهيل، وفي الحالات القصوى، حتى فيما يتعلق بالمساعدة الإنسانية المنقذة للحياة".
وأشار إلى حصول بعض التحسن في السنوات العشر الماضية، على الرغم من التحديات الجديدة في العام الماضي بسبب الوباء، وبفضل مبادرات إذكاء وعي الأشخاص المصابين بالتوحد أو عائلاتهم، توسعت الخيارات المتاحة لهؤلاء الأشخاص بشكل كبير، من الوصول إلى التدخل المبكر إلى توفير إمكانية الوصول وخدمات الدعم في الكليات وأماكن العمل والعيش المستقل.
وأضاف البيان:" هناك حاجة إلى ترجمة هذا الوعي المتزايد إلى أفعال والعمل معًا لاتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة العديد من الحواجز التي تواجه المصابين بالتوحد، بما في ذلك بعد التعافي من جائحة كوفيد-19 ، ومن الضروري مواصلة التشاور مع هؤلاء الأشخاص من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال، لضمان الاستماع إلى تجاربهم وصوتهم وأخذها في الاعتبار عند تقديم الدعم التعليمي والتدريبي والعلاجي المناسب".
وأكد، أن الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم مجموعة واسعة من القدرات والاهتمامات في مجالات مختلفة، وبالتالي فإن الاعتراف بمؤهلاتهم أمر ضروري لخلق مجتمع شامل للجميع بشكل حقيقي.
وشدد البيان، على أن اليوم العالمي للتوعية بالتوحد هو أكثر من مجرد تحصيل المعرفة.
وأضاف: "إنه نداء للعمل، وإدراكًا منا لقيمة وإنسانية الأشخاص المصابين بالتوحد، ندعو إلى وصول أكبر وفرص أكثر للأشخاص المصابين بالتوحد، وتدريب المسؤولين الحكوميين ومقدمي الخدمات والرعاية، والأسر وغير المهنيين لدعم دمج الأشخاص المصابين بالتوحد في المجتمع حتى يتمكنوا من تحقيق إمكاناتهم كاملة لصالح الجميع".