دولة قطر تؤكد إصدارها العديد من اللوائح والقوانين لمواجهة خطابات الكراهية وبناء حوار مستدام بين الأديان

أكدت دولة قطر أنها أصدرت العديد من اللوائح والقوانين لمواجهة خطابات وأعمال الكراهية، وبناء وتطوير حوار مستدام بين الأديان، وأنها دأبت منذ عام 2003 على استضافة مؤتمرات حول حوار الأديان.

جاء ذلك خلال مداخلة لسعادة الدكتورة هند عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف، خلال مشاركتها في "حوار جنيف الثامن بين الأديان"، الذي انعقد في إطار تخليد الأمم المتحدة لـ "الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان"، في الأسبوع الأول من شهر فبراير من كل عام ونظمته البعثة الدائمة للمملكة الأردنية، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، وبرعاية الوفد الدائم لدولة قطر.

وأعربت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر في جنيف عن احترامها وتقديرها لما تقوم به الأمم المتحدة في سياق تعددية الأطراف، مؤكدة ضرورة أن تسير المسائل المتصلة بالشؤون الدولية والمتعددة الأطراف، وحقوق الإنسان، والتنمية، وأهداف التنمية المستدامة، جنبًا إلى جنب مع مبدأ الاحترام المتبادل، موضحة أن الأسرة الدولية بحاجة إلى حوار مستمر وتعاون وتضامن أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الهائلة والمتنامية التي تواجه عالمنا اليوم.

وقالت إنه لا يمكن إنكار الدور الأساسي الذي يضطلع به الدين في تشكيل المبادئ والقيم المعاصرة التي ترتكز عليها الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن مفهوم «الكرامة المتأصلة لجميع أفراد الأسرة البشرية»، على سبيل المثال، متجذر بعمق في التعاليم الدينية والأفكار الفلسفية. كما نوهت إلى أن الأزمات العالمية الأخيرة، مثل وباء كوفيد– 19، وتغير المناخ، أبرزت أن الحلول الطويلة الأجل لا يمكن معالجتها إلا من خلال هيكل تعاوني على مستويات متعددة.

وأشارت سعادتها إلى التوتر الديني الذي يستبد بعالمنا اليوم، إلى جانب انعدام الثقة، وتعميق البغضاء والكراهية، موضحة أن التوترات الدينية يمكن أن تندلع في شكل عنف طائفي، كما يمكن أن تُيسِّر تشويه صورة الآخرين، ومن ثم تستحوذ على الرأي العام لتأييد شن حرب على شعوب وأديان أخرى.

وتابعت أنه بفضل رؤية قطر الوطنية 2030، التي تدعم حوار الحضارات وتعزز التعايش بين مختلف الأديان والثقافات، أصبحت دولة قطر الآن موطنا لعدد كبير من الأشخاص من مختلف العقائد والأديان من أكثر من 100 جنسية مختلفة، بحيث يعيشون معا في سلام ووئام.

ونوهت سعادتها إلى أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، الذي تأسس في عام 2007، يستضيف مؤتمرا سنويا يجمع علماء الدين والفلاسفة بهدف خلق حوار بناء وتحقيق فهم أفضل للمبادئ الدينية لصالح الإنسانية، كما يعقد المركز بشكل منتظم  موائد مستديرة بمشاركة أصحاب المصلحة المحليين، بما في ذلك المجتمعات المحلية، وينظم عشرات الدورات التدريبية للشباب والمعلمين والنساء والناشطين الاجتماعيين وغيرهم، سواء في قطر أو في الخارج، ويجري المركز أوراقًا بحثية بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية وبحثية على المستويين المحلي والعالمي.

وذكّرت سعادتها، في ذات السياق، بأن مركز الدوحة يستضيف حاليا «منتدى الشباب العالمي للحوار بين الأديان والثقافات– قطر 2023»، بمشاركة 85 شابا من جميع أنحاء العالم يمثلون منظمات يقودها الشباب والمجتمع المدني وصانعي السياسات والمحسنين، بهدف تبادل النهج العملية في تعزيز التعايش بين الناس من مختلف الثقافات والأديان. لافتة إلى أنه من المتوقع أن يشكل المنتدى فرصة هامة للنهوض بدور الشباب في تعزيز الوئام بين الأديان والثقافات وترويج رسالة عالمية للتعايش السلمي استناداً إلى روح أسبوع الأمم المتحدة للوئام العالمي بين الأديان.

وأضافت أن دولة قطر أنشأت في عام 2010 اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، واستضافت منتدى الأمم المتحدة الرابع لتحالف الحضارات في عام 2011، كما أكدت أن دولة قطر ظلت تدعم بقوة في جنيف قرار مجلس حقوق الإنسان 16/18 بشأن «مكافحة التعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والتحريض على العنف وممارسته ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم»، كما استضافت الدوحة في عام 2014 الاجتماع الرابع للإطار الحكومي الدولي المعني بتنفيذ القرار المذكور المسمى مسار عملية إسطنبول، مشيرة إلى أن العمل جار عن كثب مع شركاء دولة قطر لمتابعة تنفيذ هذا القرار التاريخي بغية تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة التعصب الديني.