دعت دولة قطر المجتمع الدولي إلى أن يخرج من حالة العجز والفشل التي أصابته في التعامل مع القضية الفلسطينية والعدوان على غزة، وأن يحرص على المحافظة على ما تبقى له من مصداقية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني ووقف الجرائم التي ترتكب بحقه وضمان تطبيق القانون الدولي بشكل عادل وغير انتقائي أو ازدواجي.
جاء ذلك في البيان الذي ألقته السيدة جوهرة بنت عبد العزيز السويدي، القائم بالأعمال بالإنابة بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، خلال مناقشة البند (7) حول حالة حقوق الإنسان في فلسطين وفي الأراضي العربية المحتلة الأخرى، وذلك في إطار الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف.
وأشارت السيدة جوهرة إلى أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تواصل منذ ما يقارب من العام عدوانها السافر على قطاع غزة وترتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء العُزل، في تجاهل صارخ لكافة القوانين والاتفاقيات الدولية والقرارات الأممية التي طالبت بوقف القتال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتوصل إلى حل عادل ودائم وشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، ونيل دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ومساءلة جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبت بحقه.
وأضافت أن ما يثير بالغ القلق هو إصرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على مواصلة سياساتها الاستيطانية والاستعمارية والعنصرية، فضلاً عن استمرار انتهاكاتها للمقدسات الدينية وتنفيذ مخططاتها لضم الضفة الغربية وتهويد مدينة القدس وتدمير كافة مقومات الحياة في قطاع غزة، ومواصلة سياسات القتل والاغتيال والتجويع واستهداف الصحفيين والكوادر الطبية وعمال الإغاثة ومقار المنظمات الدولية والتهجير القسري لأكثر من مليوني شخص معظمهم من الأطفال والنساء.
وقالت القائم بالأعمال بالإنابة إنه أصبح واضحاً للجميع أن الهدف من وراء هذه السياسات هو إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية عبر نسف حل الدولتين والقضاء على فرص تحقيق سلام عادل ودائم وشامل ونشر الفوضى وعدم الاستقرار، وأوضحت أن خير دليل على ذلك هو امتداد العدوان الإسرائيلي الغاشم إلى لبنان واستهداف اللبنانيين بشكل عشوائي مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا وآلاف الجرحى من المدنيين. وأضافت أنه على جميع الدول أن تدرك أن المخاطر والتبعات السلبية للسياسات الإسرائيلية سوف لن تقتصر على منطقة الشرق الأوسط وأنها ستطال الأمن والسلم الدوليين.