قطر تؤكد أن استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى يمكن أن تبني إرثاً دائماً يسهم في التنمية المستدامة

أكدت دولة قطر أن الرياضة وحقوق الإنسان تعززان بعضهما البعض، وأن استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى يمكن أن تبني إرثاً دائماً يسهم في التنمية المستدامة، ويعزز الوعي والفهم، ويرسخ قيم الاحترام والاندماج الاجتماعي للجميع.

جاء ذلك في البيان المشترك الذي ألقته السيدة جوهرة السويدي، القائم بالأعمال بالإنابة بالوفد الدائم لدولة قطر بجنيف، خلال المناقشة العامة حول الفعاليات الرياضية الكبرى وحقوق الإنسان، أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته التاسعة والأربعين.

وقُدم البيان المشترك بإسم دولة قطر والبرازيل، وانضمت إليه "65" دولة.

وقالت السيد جوهرة السويدي، إن الرياضة وحقوق الإنسان تعززان بعضهما البعض، وأن للرياضة، بوصفها لغة عالمية، إمكانيات قوية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، كما يمكن أن تشكل أداة فعالة لتعزيز التضامن والتنوع والمساواة والتسامح والإنصاف.

وأكدت أن مبادئ الاحترام والنزاهة والشفافية واللعب المنصف التي تحكم قواعد اللعبة بإمكانها أن تُوحد الشعوب عبر العالم وأن تسد الفوارق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

ونوّهت بقرارات مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة ذات الصلة، لافتةً إلى أنها توضح إمكانية تسخير الرياضة والفعاليات الرياضية الكبرى، مثل كأس العالم لكرة القدم، لتعزيز الوعي بحقوق الإنسان والاحترام العالمي لها، والإسهام في الإعمال الكامل للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتطبيقه.

وقالت إن استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى يمكن أن تُمثل فرصة جليلة لتعزيز فهم ثقافات البلدان المضيفة على نحو أفضل، مما يساعد على القضاء على القوالب النمطية السلبية وتحطيم الحواجز في المجتمع.

وأشارت إلى أن "الرياضة، في ضوء التحديات الهائلة التي تواجه عالمنا اليوم، بما في ذلك وباء كوفيد-19، والكوارث الطبيعية والكوارث التي هي من صنع الإنسان، والصراعات، تعتبر وسيلة فعّالة لتقوية روابط الاتصال بين الناس من جميع الأعمار والخلفيات، وتعمل على توحيدهم حول وشائج مشتركة، وتذكيرهم بالمصير المشترك الذي تتقاسمه البشرية".

وأضافت: "استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى بإمكانها زيادة تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية من خلال توفير فوائد استثمارية كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بخلق فرص عمل، وتطوير وتحسين البنية التحتية الأساسية المرتبطة بالإسكان والطرق ومرافق الخدمات في البلدان المضيفة، وتعزيز مشاركة الجميع في هذه الجهود".

وقالت السويدي، إن اعتبار فعاليات كأس العالم لكرة القدم من بين الأحداث الرياضية الأكثر شعبية والأكثر مشاهدة من قبل المشجعين من جميع أنحاء العالم، أثبتت من خلال الأشواط الطويلة التي قطعت قيمها العليا، أنها تمثل فرصة كبيرة للتمتع الكامل وعلى قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان واحترام الكرامة المتأصلة لجميع الأشخاص دون أي نوع من التمييز.

وفي هذا الصدد، أعربت السويدي، عن التقدير للجهود التي بذلتها البلدان المضيفة السابقة لكأس العالم لتهيئة بيئة آمنة للجميع، مشددة على ضرورة الاستفادة من هذه الجهود.

وأضافت: "ونحن ندخل السنة الثالثة منذ تفشي وباء كوفيد-19 على الصعيد العالمي، فإننا نتطلع إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر كفرصة لجمْع المشجعين من جميع أنحاء العالم والذين تكبدوا خسارة كبيرة بسبب الوباء. ونتطلع بنفس الحماس، إلى رؤية جميع الفرق المؤهلة لنهائيات كأس العالم تتنافس مع بعضها البعض بروح رياضية كبيرة. ومن خلال شغفنا المشترك بكرة القدم، يمكننا تعزيز إنسانيتنا المشتركة، وترسيخ قيمنا المشتركة، ووقوفنا متضامنين لمواجهة تحديات عالمنا اليوم وبناء مستقبل أفضل للجميع".